ﺻـﺮﺧــــــــــــﺔ ﺿﻤﻴﺮ
ﻗﺎﺋﺪ ﻣﻨﺼﻮﺭ
ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺗﺸﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ
ﻛﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺗﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ
ﻭﺍﻟﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﻭﺻﻴﺎﻏﺔ
ﺗﺤﺎﻟﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﻩ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻲ
ﺟﻬﻮﻳﺎ ﻭﻣﺬﻫﺒﻴﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻣﻮﺍﻟﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﺟﻌﻞ
ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﺴﺮﺡ ﺻﺮﺍﻉ ﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﻭﻫﻴﻤﻨﺔ
ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺩﻭﻟﻴﺔ .. ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ
ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﻣﺮﺍﻛﺰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ
ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ
ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﺳﺘﺨﺒﺎﺭﺍﺗﻴﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺗﺮﺟﺢ ﻗﻄﻌﺎً ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻭﺷﻚ ﺍﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻭﻗﺖ
ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻜﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻜﻤﺎﻝ
ﺗﺠﻬﻴﺰﺍﺗﻬﺎ ﻭﺧﻄﻄﻬﺎ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﺧﺘﺮﺍﻗﺎﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻗﺒﻠﻴﺔ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﻋﺪﺍﺩ
ﻭﺗﻬﻴﺌﺔ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺭﻣﻮﺯ ﻭﺗﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻮﺍﻟﻴﺔ
ﻟﻬﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺮﺏ . ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻻ ﺯﺍﻝ ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺤﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 34 ﻟﻮﺍﺀ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﺗﺎﺑﻊ
ﻟﻠﺠﻴﺶ ﻭﻣﺎ ﻳﻮﺍﺯﻱ ﻧﺼﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣﻦ
ﻭﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻣﺮﺍﺑﻄﺔ ﺑﺎﻣﺘﺪﺍﺩ
ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ . ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺠﺮﻱ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ
ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﻟﻮﺟﺴﺘﻴﻪ ﻹﻋﺪﺍﺩ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﻟﻮﻳﺔ
ﻭﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﻫﺎ
ﻣﻌﻨﻮﻳﺎ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻵﻥ ﻣﻬﻤﺔ
ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺳﻨﺠﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻤﺘﺸﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻛﻞ ﻗﺮﻳﺔ
ﻭﻣﺮﻛﺰ ﻭﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﻭﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻋﺪﺓ ﻣﺘﺼﺎﺩﻣﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ
ﻭﻻﺀﺍﺗﻬﺎ , ﻗﺎﺻﺮﺓ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻭﻃﻨﻲ
ﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻛﻴﺎﻧﻪ ﻭﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻨﺎﺀﺓ ﻭﻋﺠﺰﺕ
ﻧﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺎﺕ ﻣﻦ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻮﺣﺪﺓ ﺣﻮﻝ
ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﺔ .. ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺍﻥ ﺍﻷﺭﺽ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﻴﺌﺔ ﺭﺧﻮﺓ
ﻟﻼﺧﺘﺮﺍﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺒﺾ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺃﺑﻨﺎﺀﺓ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻭﻻ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺩﻓﻌﻬﺎ
ﻭﻻ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻷﺟﻨﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﻔﺬﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺀﺓ ﺑﻮﻋﻲ ﺍﻭ
ﺑﺪﻭﻥ ﻭﻋﻲ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ ﻭﺟﻮﺩﺓ ﻭﻛﻴﺎﻧﻪ
ﻭﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻥ ﺃﻃﻴﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻷﻧﻨﻲ ﻻ ﺍﺣﺘﻤﻞ
ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻻ ﺍﻥ ﺍﺭﺛﻲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﻜﺮ ﻫﺬﺍ
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ .. ﻭﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ ﺍﻧﺎ ﻣﺜﻞ ﻏﻴﺮﻱ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺃﺭﺍﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﺍﻥ ﻳﺼﻨﻌﻮﺍ
ﺍﻟﻔﺮﺹ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮ
ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺣﺎﺿﺮﻫﻢ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻫﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﺎﺯﻣﺔ
ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﻫﻞ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﺫﻟﻚ؟؟ ﺣﻴﻦ
ﺃﻛﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ
ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﻣﺘﺸﻀﻴﺔ ﺑﻘﺪﺭ
ﺗﺸﻀﻲ ﻧﺴﻴﺠﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .. ﺍﻧﺎ
ﻟﺴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﻻ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻓﺘﻲ
ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﻘﻴﻦ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﺮﺍﺀﺗﻲ ﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﻠﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻥ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺔ ﺗﻐﻴﺐ ﺃﻭ ﺗﻨﻌﺪﻡ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺸﺎﺭﻳﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﻭﺍﻷﺟﻨﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﺩﻣﺔ , ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ
ﺍﻷﺟﻨﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ . ﺃﻣﺎﻡ
ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺧﻔﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻋﻈﻢ ..
ﺃﻋﻴﺪ ﻃﺮﺡ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻜﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻖ ﻟﻐﻴﺮﻧﺎ ﻓﻲ
ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻥ ﻭﺿﻌﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻋﻠﻰ
ﺷﻌﺒﻬﻢ ﻻﻛﻨﻬﻢ ﻓﺸﻠﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﺬﻱ
ﻗﺮﺍﺀﻧﺎﻩ ﻭﺳﻤﻌﻨﺎﻩ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺇﻣﺎ ﻣﺮﺩﻩ ﺷﻌﻮﺭ ﺩﺍﺧﻠﻲ
ﺑﺎﻟﻬﺰﻳﻤﺔ , ﺍﻭ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻟﻸﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ , ﺍﻭ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﻋﻦ
ﺑﻠﻮﻍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﻘﻨﻮﻁ ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﻳﻠﻮﻡ
ﻭﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻧﻪ ﻓﺮﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ
ﻭﻧﻜﻮﻥ ﺑﻤﺠﻤﻠﻨﺎ ﺷﻌﺐ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ . ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﻥ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﻭﻳﺴﺘﺸﻔﻮﻥ
ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﻜﻦ ﻻ ﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻ ﻳﺪﻟﻲ
ﺑﺪﻭﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻵﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻮﺍﺟﻪ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﺤﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻣﺎﻣﻨﺎ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ
ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﻔﻜﺮ
ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻭﻧﺒﺎﺩﺭ ﺍﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻟﻬﺬﻩ
ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻭﻟﻬﺬﻩ ﺍﻵﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ
ﻧﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﺣﺸﺪ
ﻗﻮﺍﻧﺎ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻣﻦ
ﺳﻘﻄﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﻭﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻭﺣﺎﺿﺮﻧﺎ
ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﺟﻴﺎﻟﻨﺎ .. ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻳﻤﺮ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻧﻌﻄﺎﻓﻴﺔ
ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﻣﺼﻴﺮﻳﺔ ﻭﺣﺎﺳﻤﺔ ﺗﺤﺪﺩ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﻭﺣﺎﺿﺮﺓ
ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻥ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﻭﻳﺼﻴﺮ ﺩﻭﻟﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻠﻚ
ﻟﺸﻌﺒﺔ ﻭﺃﺟﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﻭﺇﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﻀﻤﺤﻞ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻪ
ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﻌﺒﺔ ﺍﻟﻐﺰﺍﺓ ﺍﻟﻄﺎﻣﻌﻴﻦ ﻭﻳﻄﻮﻳﻪ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ
ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ . ﻧﺤﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺍﻭ
ﻻ ﻧﻜﻮﻥ ﻭﻟﻦ ﻳﺮﺣﻤﻨﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻟﻦ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀﻧﺎ ﺍﺫﺍ
ﻓﺮﻃﻨﺎ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺗﻨﺎ ﻭﻣﻬﺎﻣﻨﺎ ﺍﻭ ﺍﺫﺍ ﻋﻤﻴﻨﺎ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ
ﻭﻓﻘﺪﻧﺎ ﺑﻮﺻﻠﺔ ﻭﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻭ
ﺗﺤﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﻰ ﻣﺮﺗﺰﻗﺔ ﻭﻣﻌﺎﻭﻝ ﻫﺪﻡ ﻭﺳﻤﺎﺳﺮﺓ ﻣﺮﺍﺑﻴﻦ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ
ﺃﺭﺿﺎ ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﺎ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻻ ﺷﻲﺀ .. ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﻔﻘﺪ
ﻭﻃﻨﻪ ﻳﻔﻘﺪ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﺣﺮﻳﺘﻪ ﻭﻣﺼﺪﺭ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺗﺮﺑﻪ ﻳﺪﻓﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﺭﻩ ﻭﺟﺜﺘﻪ ﻻﻥ ﺗﺮﺑﻪ
ﺍﻷﻭﻃﺎﻥ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻦ ﻳﺨﻮﻧﻬﺎ ﺍﻭ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻬﻞ ﻧﻌﻲ
ﺫﻟﻚ ؟؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻋﻴﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﻤﻠﻪ؟؟
ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺎ ﺳﻄﺮﺗﻪ ﺃﻋﻼﻩ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ
ﺇﻋﻼﻣﻴﺎ ﺩﻋﺎﺋﻴﺎ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺮﺧﺔ ﺿﻤﻴﺮ ﻭﺣﺸﺮﺟﺔ ﻭﻃﻦ ﺍﺫ
ﻳﻮﺷﻚ ﺍﻥ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﻛﻘﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ ﻛﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ
ﺟﻨﻮﺑﻲ .. ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻫﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﺮﺧﺔ ﺻﺪﻯ ﻣﺴﻤﻮﻉ ﺃﻡ
ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﻭﻃﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﺳﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ؟؟
المشاركات
0 التعليقات :
إرسال تعليق