القصيده تصور وضع ثورة شعب الجنوب التحرريه عام2009 وفيها استشراف لمسيرة الثوره تجلت في وضع الثوره الراهن وفيها تنبيه لمخاطر اختراق الثورة واحتوائها ...
فاقرؤوها فان فيها فائدة كبيره لكل ثوار الساحات الاحرار
 |
الاستاذ/محمد علي شايف |
من يوميات جليد اليتم
الإهداء : إلى الذين وحدنا يُتم الوطن ، فالتقينا في موسم البذار المر لمطر الإرادة .. وافترقنا ذات غموض طلسمي كالكمين – قبل موسم الحصاد لنبتٍ لما تتضح ملامحه بعد !!!.
أتذكر يوم تحجر دمع الشوامخ ..
في مقل الإباء والشموخ كالمحال
وملحاً وغيوماً وظنوناً
وفي دمانا ينتشر مستوطنات
ألم تسجل في يومياتك الفارغة منا :
كيف كنا في الشتاء الرهيب نوقد ربيع الصبوات
بين إضلاع الذهول الباردة مثل رفاة
بثقاب الطموح نشعلها : جموراً وزهوراً
أولم تدون – يا صاحبي – انتصاراتنا الفردية
والجمعية .. على وحش الهزيمة فينا
--------------------------------
يوم انقسم الضحية
تحت صهيل نقش السبعتين إلى غيبوبتين
كتقاطع ظلمتين على نزيف نجمة
كصفاح طعنتين على جسد
كتحجر دمعتين على رموش القتيل
ودولة تهوي إلى بئر الغروب
إلى بلعوم مقصلة الضياع الهادرة :
ميلاداً متعسراً لهوية الرصاصة
في اللقاء الدامي بين غربتين
تحترفان طبخ المنى على نار الحروب
فتولمان حساء الدم : نصراً ..
عيداً.. وملحمةً للغروب
كيف كنا من جوف رعب اللحظة الماجنة
من قلب فولاذ الحصار المحكم
نقدح بياض الأمل في سماء المأتم
كنجم وحيد في ليل السراة ...
ونثقب – بالخوف والأمل- جليد الزيف المعتم
وأدخنة الذرائع وعناكب الهزيمة
عن تاريخ بناسفات الحقد يدمر
وعن آن وجودنا المستباح
بفتاوى الحواة – الغزاة
عن حقنا المقدس في الحياة
عن غضب الأرض تبركنها إرادة الشعوب
------------------------------------
كنا نهرب – وسط شوك الظلمة الباهرة – أوجاعنا ....
ارادتنا .. ملامحنا وبذور اليقظات
من حدءات اليأس .. من قوارض الإرادة
ومن سل سخرية النائحين
من لعنة التباكي والدوار
فوق طلل الأسئلة العانسة
واستدعاء الزمان أن يعود مرتين
على رئة الإرادة الواعدة برعد الحريات
من اللائذين بخيام الذرائع والزوابع
من المتشرنقين بحرير الهزيمة
من وحل المتعيشين على لحم أعراضهم
ومن ضمائر انقلبت مقابر للقيم
للأمانات .. لأنين شعب الجنوب السجين
***
وعلى كف للخوف وأخرى للأمل
كنا نحمل بذور عزتنا
ونضمد – بالإيمان – نزف لحمتنا
بلى .. وأن تطبخ ظلمة الخوف بضوء الأمل
سوف تصنع – ياولدي – المعجزات
إلى حصن الإرادة الكامنة
كنار البراكين في قلب الصخور
وعلى نار اسئلة الكرامة الواعدة الوثبات
أوجاعنا إرادتنا : رفعناهما... علماً
وكنا نحرسها بالضياء المستحيل
من جيوش الليل المسلحة بالمطامع
والأساطير والفتاوى والحقد الدفين
بالإصرار نرعاها كجنين في رحم الأمومة
من فحمة الأيام .. كنا نجمع للأرض وعداً :
جرحاً فجرحاً
ولسمائها العابس باليتم الرهيب
نؤلف اليقظة في عسل السبات
نجماً فنجماً
نتدثر – في صقيع الصمت .. كشفرة تحز العظم –
جرح الوطن .. رعداً لمطر الحنين
إلى ما كان ولما لم يكن ....
نبذر كينونة أخرى في الجرح : يقين
فتحرقنا صواعق انفضاح اللحظات المشفرة
وسكاكين الأسئلة المتخثرة :
ترفعنا على اسنتها ألما لا يستكين
***
ماذا كنا – يا كتاب الرحلة المتعسرة ..
كي نفتح – في سياج العثرة – كينونة منتصرة
من نحن في هذا السكون الضاج بخرس المعاني
وضياع المكان واجتياح الزمان واغتيال أقمار الأماني
في ملحمة الوهم الحضاري المهين
وهي تزرع خناجر النرجس
فوق قبر الفكرة المحتضرة
وتشخ موسيقى نشيد الظلمات
***
تحجر دمع التلال في مقل أحرار الرجال :
كثبان رمل .. أشجار نخيل ومحار
أحجار آهات بين شقي رحى الندم /
لقد هزمنا – يا شباب – دون قتال !!
لأن أعداءنا _ بنا _ بأهلنا كسبوا القتال
يحز السؤال عظم السؤال
لماذا وكيف تخذل يمين الرجل منه الشمال؟
والمحال يعتلي عرش موت الفكرة :
احتلال قبلي الثقافة .. سبئي السياسة والفعال
وذاكرة يهاجمها نشيد الفاجعة ( الواحدية ) بالزوال
وبحضور جميل للظلام الضاحك كقيئة كلب مريض
مسلح بالعبث الجميل
تسربل المقدس وتمنطق الظلال
كيف ابتدت مأساتنا ؟؟
فتشوا عن جذرها في ذاكرة الصخور والرمال
" ذاكرة الزيف نقش على جبل الجليد "
(( أني يفيد الري من بيت الصديد !!
ضج البحر – معترضاً كرعد في البعيد –
وعلى رصيف القهر وأسئلة الوجود
يخلع التاريخ للفرجة اسمالة المهترئة /
يقف في مواجهة الضوء عار .. كعورة
فيطفح هلامه المتعفن : مآثر الرماد :
أشلاء فكر يكرر نفسه كبهلوان /
كصورة أنتزعت من الصورة :
رحلة حروب ودماء وخراب
فلا تسألوا المأساة _ في هذا الوضوح المعمد بالبغاء
كيف تضحو على مسرح اللاهوت: ملهاة
أنها حياتنا المزدهرة العواطف والحماس /
رحلة أمجاد النعاس /
على سفين الارتكاس : ملك وأمرأة وكأس /
معيارنا ثنائية كاتمة الأنفاس
ضلعان للمربع والخماسي والسداسي والسباعي :
" قطيع وراع .. نعاج وذئاب "
قالها سارق النار – مرة واحدة نغماً
وفي بطن أثينا الأسياد ذاب ليحيا
نداءاً خالد البصمات ..
وحاق الفناء بنسر وآلهات العقاب
***
منذ دون الغزاة الأوائل الحرائق والجرائم
على الأحجار : بطولات دمار ومغانم
نسكن منزلة بين غربتين
بين غياب طويل أو إياب /
كلما حزم الزمان حقائب الذهاب
وها نحن خارج أسوار العصر :
بين مأساة وملهاة يهدهدنا الضياع بقماط المكان
ويروي لتيهنا – بلا ملل – أسطورة الفئران
ويلخص حكمته في مسامع غيابنا المبجل :
" أن لم تكن ذئباً .. تأكلك الكلاب "
وعليك أن تنجب الأطفال – بالأمر – عبيداً للسنان
منذ طبخ دمنا في زيت الخنوع
أطفالنا بالقيود والسلاسل يولدون
ومن ثدي الخنوع والدموع يرضعون
ليعبدوا – بأختيار – إله الخوف
دون رب العالمين
منذ علمنا الطاغوت في أديرة اللاهوت
" أن الناس – شاءوا أم أبوا – على دين الملوك "
" لهم الحق أن يرفعوا نسبك أو يحطوك
يجيعوك أو يشبعوك
يشتروك أو في سوق النخاسة باعوك
فطعهم – أيها العبد – وإن شنقوك
مجّد مجد القطيع أو بحد الردة قتلوك))
الله أكبر .. أما تتذكر / كم مرة – يا إبن الجنوب – ذبحوك ؟
بعدما بالأساطير سجنوك
وبالأوهام استعمروا ذاكرتك فضللوك ؟
وقرباناً لمعبد الوهم قدموك
وكالضواري تناهشوا لحمك
وفي إناء فتوى الإباحة طبخوك
وتحاصصوا أرضك ومجدك .. حاضرك وأمسك
وبخناجر الأخوة لحوا ملامحك وجلدك
وأعلنوك غنيمة نصر وفتح
وبمرتبة الفرع_العبد كرموك.
حكماء نحن .. نطيع الشوكة الغالبة !!!
تسكننا على الدوام – الرموز السالبة
نشتعل – قرابينا – إن دعانا معبد الشموس الغاربة
نصنع دوماً- بغفلتنا اللذيذة كصفعة
أوغادنا : فرسان أمجاد الخراب والمذابح
بأيدينا نرفعهم كمالاً وجلالاً كالفضائح
ليغدوا – الشياطين – أرباباً .. فراعينا
لا فرق بين ربطات العنق – كلا – والمسابح
طفحُ الأمس نحن فلا تغضبوا .. واخجلوا أيها العاكفون
في غرغرينا السلف والصلف .. والنسب وللقيود عاشقينا
نصنع الأوثان – دوماً – من طين الخوف والنفاق
ثم نخر لها – بخضوع وخشوع – ساجدينا
لا فرق بين جامعة وجامع .. ومدينة وخيمة /
كل المثل .. كل القيم / كل المعاني / والهمم والشيم تعلوا وتهبط ..
تسمو وتسقط .. تبتدي وتنتهي ساجدة – قالت الأيام عند إقدام المصالح
إنه العقل المستقيل – وحده_ عابد الغاربينا
***
بين الكهانة والخرافة نقيم
مثل أعشاب الصخور و الصحاري
تؤسرنا حكايات النخاسة وروايات القصور الداعرة
وشبق استحضار تاريخ الفحولة والجواري
أو الموت شعراً على قبر الخديعة
يحزننا ألق الحقائق العارية
ويطربنا المقام بسلام منعم بخداع الذات
بما يرضي كبرياء النرجس في نشوة القات
وكلما انبثقت أشواقنا العطشى لنور جديد
كنبع من صخر ظلمتنا
وغربتنا.. كعشب من قلب تيه المتاهة
كعطش الجذور المحترقة بالشوق للجذور
كبزغة أمل في يباب اليأس أشرقت في العقول
مضرجة بدم الحق الإنساني المحظور
كحمم محلقة من وراء العصور " وحياة القبور
كدفقة ضوء في سرداب " الكالي يوجا "
كعزف النجاح في وجيب الصدور
كانبعاج بطن الحزن عن قمر السرور
كانتصار الخير .. كمنزلة الخلود :
نشرب كأس الغرور انبهاراً
فنسلم هذا الكون المتدفق إرادة الإنسان
-عن غباء نية – نسلمه للضباع .. للثعالب والنسور
للعرافين .. للقوادين وأرباب القيود والجمود
لإعداء حرية الأزهار وهجرة الأنهار
ثم نرسننا إلى جذع مخيال الجدود
هكذا – كنا وما زلنا – " كأنك يا بو زيد ما غزيت "
من محرقة نخرج .. فتأبى العادة – إلا إليها نعود
كم عمراً يلزمنا .. حتى نميز بين الألوان /
بين الأتراح والأفراح / بين السين والشين
بين وهج السراب الخادع ؟؟
وجمال أنداء التراب الساطع ؟؟
والحد الفاصل بين المصالح والمطامع
كم موتاً يلزمنا ، كي نفيق في خدعة الياسمين وفي لهب رصاصات الكمين
في جرحنا الممتد من حوف إلى الضالع /
وطناً – كما شيده صدق الشهداء – حراً من رجس الدهاة .. الطغاة اللؤماء
والخوف الحاكم في حضرته : ندب في ذاكرة السنين
يا طريد الأساطير وعسس المواخير
كم سنيناً – سوف نهدر – نستجر كالشاه حنظل الندم الوفير
تلاشى الطريق – تحت نظر الدوار – وغاض القدم
وتاه بالسير – يا ولدي – المسير
من يثير الغبار في عيون أطفال الحجارة؟وهم
من حطم جدار الخوف المدجج بتخاذل الكبار
وصمت الزعماء .. العقلاء لحد الموت حكمة " وراحة الضمير حد التنازل عن ضياء المدينة
لزئير ليل الغابة
وتقديم الأمام جسراً للوراء
أدهاء هذا المقام في خثر الورطة وخفاش يقيم في بيت الخراب.. أم مجد الانتحار الأخير ؟!!
***
أن تقتلوا زغاريد الأمل في قلوب الشحارير :
أطفالنا الآتون من خارج ذاكرة الخراب
ومملكة السراب .. كالصباح المطير
أن تتدثروا – في عراء حاضرنا – غرور الحرير
إن تنفشوا ريش الخيلاء وجنون الـ " انا "
إن تتنفسوا من رئة الماضي الضريرة :
سوف يتسلل الأعداء إلى قلعة الشهادة
إلى دماء الشهداء سينفذون
إلى عشق الوطن .. وهو يتقدم الفدائي الصغير
سنىً متوهج الفداء
من نوافذ العجب بالذات سيغزو لحمتنا
فيروس غفلتنا المخاتل
من شهد أو نار الكلمات
من كساح الرؤية وعشي الذاكرة وأرضة الماضي تنخر عمود يقظتنا
من سراديب الصفقات الناعمات الذبح :
سينفذ الأعداء – منا – إلينا
بعباءة الإخلاص .. بالتطرف أو بالرياء
من طعامنا .. من شرابنا .. من عواطفنا ..
من عقدنا .. من هوائنا .. من بحرنا .. من عللنا
سينتشر الأعداء كالطاعون :
مدحاً أو هجاء أو رثاء
نصيحة ملغمة أو كأساً أو من حساء
من داخلنا .. من خارجنا يهاجمنا أعداؤنا
أولم يفطم فطامنا المر من ثدي أصنام الذهان ؟
ألم نتحرر – بفاجعتنا – من أغلالنا ؟
***
فلنترك – إذن – أطفالنا الأنقياء :
يحلمون " يشرقون .. يدرسون
ويحرثون وطناً متحرراً من خراب خرابنا .
من انفصام فصامنا
" فأن تلعن معبد ضياعك وتعبد راهبه "
-" صرخت عدن " أمام المفارقة المارقة ونادت –
" حذار يا شباب الفداء :
أني ينزع فتيل الفخ ناصبه ؟!!
فلا تكن خاطب ويل ..
يا فتى مضيئاً في ظلام الوطن الأسير "
***
يا صباح الشهداء على شرفات المعلا
يا مجد الفداء في ردفان والضالع والمكلا
عما تبحث – يا سجين المطلقات العاصفة ؟
يا سليل سلاسل الندم الشهي
ورحلة الأحزان الوارفة
عما تفتش في كساح الفاشلين !!
عما تبحث عند الفارغين من جرحك ..
من حزنك وقهرك .. من أمسك وغدك ؟؟!!
فكن أنت .. متماسك كالضحى .. واضح كاليقين
فأنى تبحث في طمث الغروب عن فجر جديد للجنوب ؟!!
عن فكرة .. عن شفرة
تعيد ترتيب أوجاعك على رفف المكان
أو تعيد الأصابع المجذومة إلى كف الزمان
متى تفتح القبر عن ربيع الحياة
أو كلما تفتق من دمك الجلنار
ونفضت عن ذاكرة الزيف رماد الخذلان
تعود إلى اغلالك
بعاطفة ملتهبة الاندفاع كقذيفة
باحثاً في الأساطير عن كان ويا ماكان ...
(( في قديم الزمان ثمة ملك أو سلطان
يوزع الظلم – على القطيع – بالميزان
له المجد والفضل والسرور
وله الوطن كالإماء والغلمان
ولك الشقى والجوع والحلم المحجور
أنينك كفر وموتك في العراء - جائعاً – إيمان !!
أغتل الإنسان فيك
تنازل عن حريتك لتسمين عجول الطغيان
وصفق- حتى الموت – لمواكب فئران الأوطان!!
إن دورات تغيير اسم السجان
ليست ثورات – يا ولدي –
بل بذراً تقليدياً لشجر الأحزان
***
دمر " كهف إفلاطون " فيك
فك اسر العقل بيديك الملتهبتين ثورة وقيمة
كي ترى الأشياء داخلك .. حواليك :
أصدق .. أسنى ثم أوضح
بضوء العقل – كل سؤال – أغسل ناظريك
أما بلغت الرشد – بعد – يا وطن الخيبات المقيمة
حتام تبني جسور الانهيارات العظيمة
إلام تفتح – كل انعتاق من خدر الاوهام –
سلة الغفلة لفاكهة الخطيئة الأولى ؟
في الاجداث – لا تصدق – لن تلقى أناك
كن أنت – كالنخلة – حراً من سواك
ايها الممتطي – من أجل حريتك – دماك
وليل صلب .. غامض السطوة يغشاك
" فلتضيء نفسك بنفسك "
فالوطن هو الجرح الثائر في صدرك
وتحمل – في كل الوقت – من أجل الغد – نعشك
من الضالع إلى سيئون
فكن ذاتك .. إن رمت حقاً – أن تكون
وحدك المسافر على شفرات المنون
فأنى تهون الدماء إلا على لص خؤون ؟؟
لك زمنك .. نثرك شعرك وأوزانك
ارفع زغاريد أمهات الشهداء وجرحك العالي
راية أو نشيداً أو سماء للنجوم
نحيب أمواج بحرك وشطآنك
في وجه سجانك – ارفعها – فأنت الممتحن وأنت الامتحان
وقل للماضي ... للحاضر المافون :
وداعاً للرياح التي تأتي بفيروس الامتهان من كهوف الغيلان
فدماء الشهداء تغزل روحاً جديداً للبحر .. للرمل .. للإنسان
كينونة أخرى .. لخارطة الحزن المكافح
تغني للجنوب عودة الروح لأرض التصالح
وتعزف للبحر في حقات : أمواج التسامح
وتكتب بدمك المسفوح تاريخك
وأنت تعزف بالعزم والفداء اسمى ألحانك
***
ايها الفدائي الصغير/ في شوارع المدن الكبيرة والصغيرة
أخرج من لعنة العقل المفارق
من وكر انتاج العوائق وإشعال الحرائق
حيث تتحارب الأخطاء بالأسماء
خلف أسوار الحقائق – دوماً –
من أجل الشجار – وحده – تشتجر
وعلى جدار اللاجدوى تنتحر
فقل وداعاً – يا فتى في العاشرة يفتح صدره لنيران الغزاة كل صباح
وداعاً لإفكار المخالب وأمجاد التناحر والمشانق
قل لمن يسابق فوق جثتك على الزعامة والفخامة
أرمي بوجهه ثورتك النقية ....
أنت سارق – وأنت مروق عاد إلى طهر يقظتنا
أو كف حرائقك عني إن كنت – حقاً – للأرض عاشق
علام نشتجر يا أرباب السوابق ؟؟
ونحن لا ماء لنا ولا مأوى
لا زاد عزة - يا ابن أكثر من خطيئة – كلا ولا مرعى
لا أرض تواري – بالندى الحبيب – موتنا
ولا وطن يداوي جرحنا المتعالي
بشهد الأمومة أو بنسلين الانتماء
لا تجهضوا – بالأنا المارقة – شموس التضحية
شهداؤنا شموخ عزتنا أنبياء فكرتنا .. شموس قضيتنا
فمن يرعى زنابق عشقهم في دمنا ؟
هؤلاء الذين طرزوا سماء ظلمتنا
بعبق الضياء الملحمي .. إن دماءنا هي كل عدتنا
أذبلت أشجار الوفاء فينا ؟
أم فارغة منا فضاءات الشهادة ؟؟
قضيتنا حق البقاء والسيادة
لن نؤله فردا .. فلله وحده العبادة
فمن يغربل ذاكرة الكساح
من ينخلنا من عوائق أرضعناها
وقيود أهديناها على قماط الولادة؟
تلك التي تشبهنا وتشرنقنا بحرير القوافي
وعلى أعناقنا تتدلى شامات إفادة
يا ذاكرة المآسي الملحمية ..
متى نعرضك لضوء المغايرة والإختلاف
ونهد فيك أهرام البناء الخرافي
من يفتح جماجمنا بفأس العلم
كي لا يجيد العتيد – فينا – من جديد
لغة السراب – وحاسة الذباب
وفراسة التصفيق والتلفيق والسباب
وتبجيل الخواء والهراء والرياء
التشدد والتذبل والموت الزهيد
فحرروا الثورة – الغاية – يا شباب
من " لات وعزى " من هبل وذهب المعز
أي مسخ حميد
أي مجد عقيم .. أن نصنع ثورات تشريع الرهاب
فالحرية أن تمنح من طاغية رعديد
تستوي وقبلة من حذاء الخفير
فكن حراً كي تكون بالحرية عن حق جدير– إهانة
لنبل الصبوات الزاهرات في صدور الشرفاء
وأمهات الشهداء : استقبلن أبتائهن بالزغاريد
وفي أحداقهن يتشكل الفجر الفريد
أن تغدوا أحلامنا الخضر ودماك يا شهيد
كرسياً يجلس عليه فرسان قطف الثمار
فموتنا إجهاض سري لنبل الفداء
واغتيال آخر للشهداء : اصدقنا فعلاً وعطاء
ماذا نقول لليتامى والأيامى ؟
اقرأوا – هذا المستحيل –
في فاجعة بحر العرب
هي رحلة أخرى – يا عدن
– فهزي جذوع الغضب
وهي مكيدة أخرى ..
فلا تشربوا من بركة الاوهام القديمة
بماء النار تكتبني القصيدة :
كيف – يا ولدي – يعيد الدار
من خلع أبواب قلعتنا الحصينة
ومن – في نزوة – هد الجدار
ونسف أسوار عزتنا بلا شرط ولا انذار
بالمجان أهداها لعقل الثار :
أهلها وحدائق فنها .. بحرها وأحلام الصغار
وأشواق الرجال وذاكرة البحر والأشجار
من علق شعب الجنوب بمشنقة نشيد الاحتضار
ودار على منصة النرجس
وأعلن اقترافه مأثرة أسطورية
على أنقاض المدينة الحالمة
أي انتحار جميل – يا عدن –
لقد أعلنوا – في آيار –
موتك انتصاراً فاحشاً للوصفة السحرية
وشادوا بالزوامل – مملكة الرياح والغبار
***
من يعيد بناء الدار ...
أهم من ركبوا بنا سفن الاساطير اللئيمة
أم من بنوا معابد الغنيمة .. الجريمة
-في قلب فاجعتنا – عروشاً للقبيلة ؟؟!!
عشرون عاماً في صقيع الاحتلال /
بين شقي رحى الاغتراب والاستلاب
بين أسوار سلاح الجيوش الغازية
عشرون عاماً في عراء الانتماء
نتدثر " جنابي " السبي " الواحدي " الناب
ونتوسد شوك الاسئلة ونداء الرواسي والهضاب
لا أحد إلا وحيد القرن في مملكة الاحساب
واستئصال قيم الشرف والصدق والكبرياء
عشرون عاماً في السعير .. ومزارع تهجين الإباء
عراة نحن منا .. من هويتنا من قسمات عزتنا
إجابة كبرى - نحن – وعلى طاولة الإنسانية/ بقرار أحمق –
صرنا كتاب عذاب .. أكذوبة قوانينهم فلا تصدق
لا أحد يهتم بقوانين الحقوق .. فطالما حكمت المصالح
فالإنسان لم يتحر بعد من قوانين الغاب
كن قوياً في مارثون السباق الإنساني الخلاق
لا عدل ولا إنصاف في عالم الذئاب
لا حق إلا ما تغزله في هذا الظلام – دماك
لا شقيق لك لا صديق لا رفيق إلا ذراعك الشفقية
غير خلود الشهادة في عينيك : نجوماً في سماك
لا أحد غير عزائمك وإصرارك ونبل مسعاك
فلا تكن حاطب ويل :وأنت المؤلف والعازف لسيمفونية خطاك
تكاثر حواليك ــ كالفطر انتشر ــ الأوصياء اللصوص ..
فأطلق رصاصة السؤال المصيري
من سعير جرحك وشواطة فجر قنبلة الحق : من هو الجاني ؟؟
أذاك الذي لوكر السباع أهداك /
ومثل ابن يعقوب في بئر الهلاك ألقاك ؟؟!!
أم هذا الذي ينزل بك أحط عقاب ؟؟
بلا جرم تعذب .. وأنت من يستتاب
-الله يا زمن – من يقرأ كتاب فنطازيا الخراب ؟ :
قوة الحق مدانة .. وباطل القوة في عالم المال العابر للأخلاق ــ يثاب !!
أرقص – إذن حتى الموت يا شمسان في بحر دماك
أرقص " يا زرياب " على أنين البحر المجدور بالقرصان
وحدك أيها الفتى المزهر الأنوار
وحده دم العشاق الأحرار
وحدها صرخة الشعب الجبار
تهز حصون الزهو الهادر بفوضى الانساق والهمجية
وحده عطش الأحرار – الزاهر – للحرية
يستحث في أرض الخوف أحجار ..
الرفض الثائر في ذاكرة الندية
فدع الأوثان تعشب شوكها في مقل الخصيان
أو ألقيها – خارج حدائق الحزن – متاعاً للديدان
فالأوثان لن تعيد سنابل الوطن المباح
أنى يستعاد " المها " من شفرة الجزار
أني يكون الوطن المغدور ..
دمنا المسفوح وحلمنا المذبوح
وفي محيط ظلمتنا العنيفة هو النور :
هو الترح وهو السرور / هو العار المنهمر حمماً في الصدور وهو الفخار
القابع في طهر الدم العاشق لأنوثة الأرض في أشعار ((لوركا)) وغزل الثوار وياسمين البوح
***
وحدك أيها الممتطي – إلى الوطن – الأمل وزحمة الأخطار
من يقرر كيف تكسر حصار حصارك / كيف وبمن تستعيد دارك ؟
فحذار ... حذار .. ثم حذار
أن تسلمه لتجار الوصاية والنخاسة مرتين
لا تهينوا الوطن – يا شباب الثورة – كرتين
بمن يضعه على طاولة قديمة – جديدة للقمار
فأي مجد غبي – يا طائر الفينيق الجنوبي
إن اجترحت – من جديد – كل هذا العار !! .
نوفمبر 2009م